* فضل الكعبة واسرارها ...
الكعبة هي بناء موجود بأرض مكة بمنطقة الحجاز
(حاليا المملكة العربية السعودية)،
يرتبط بأركان الإسلام وخاصة الحج ،
و تعد زيارة الكعبة والطواف حولها ، جزءا من فريضة حج المسلمين.
كما أنها مكان خاص بالمسلمين وحدهم ،
وتلقب بالبيت الحرام لحرمة القتال بها ويرتبط هذا البناء روحيا (معنويا) بفكر المسلمين
حول توجههم نحو قبلة واحدة (وجهة واحدة) في الصلاة.
وهي تتوسط المسجد الحرام وتعد جزءا من المسجد .
*موقع الكعبة ...
تقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريباً
على شكل حجرة كبيرة مرتفعة البناء مربعة الشكل ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر مترا
وفي ضلعها الشرقي يقع الباب مرتفعا عن الأرض نحو مترين .
أركان الكعبة الأربعة:
هي الركن الأسود والركن الشامي والركن اليماني والركن العراقي
وفي أعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب
وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطل على حجر إسماعيل
*تاريخ الكعبة المشرفة...
على الرغم من وجود إحدى وعشرين كعبة – قبل الإسلام – في جزيرة العرب
فإن القبائل العربية قاطبة أجمعت على تقديس (كعبة مكة)
وحرصت اشد الحرص على الحج إليها،
يستوي في ذلك من القبائل من كانت لديه كعبة خاصة مثل غطفان أم لا...
بل أن الأخبار وردت أن عدداً من القبائل انتشرت بين أبنائها اليهودية والنصرانية
ومع ذلك كانت تشارك في موسم الحج،
ومن شدة تقديسهم الكعبة أن الرجل منهم كان يرى قاتل أبيه في البيت الحرام فلا يمسه بسوء...
(كتاب الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية)
و زعم بعض أهل الأخبار إن أهل مكة كانوا يبنون بيوتهم مُدوّرة تعظيماً للكعبة،
وأول من بني بيتاً مربعاً "حُميدْ بن زهر"،
* الكعبة والاصنام والاوثان ....
يقال لكل صنم من حجر أو غيره صنم ولا يقال وثن إلا لما كان من غير صخرة كالنحاس ونحوه
قيل أن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره فلما قدم مآب من أرض البلقاء ،
وبها يومئذ العماليق - وهم ولد عملاق .
ويقال عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح -
رآهم يعبدون الأصنام فقال لهم ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون ؟
قالوا له هذه أصنام نعبدها ، فنستمطرها فتمطرنا ، و نستنصرها فتنصرنا ،
فقال لهم أفلا تعطونني منها صنما ، فأسير به إلى أرض العرب ، فيعبدوه ؟
فأعطوه صنما يقال له هبل فقدم به مكة ، فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه .
وكانت العرب قد اتخذت مع الكعبة طواغيت . وهي بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة .
ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة : وجد حول البيت ثلاثمائة وستين صنما .
فجعل يطعن في وجوهها وعيونها ،
ويقول
"جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"
وهي تتساقط على رءوسها ، ثم أمر بها فأخرجت من المسجد وأحرقت .
وكانت مكة مركز تجارى هام في طريق القوافل تعتمد عليه قبيلة قريش العربية
التي ينتمي إليها محمد ,
كما أن الحج كان مصدر هام للرزق
*تسمية الكعبة .....
اسم الكعبة اسم عربي قادم من اسم الشكل الهندسي المكعب ...
فالكعبة في اللغة العربية تسمى بهذا الاسم لتكعيبها وهو تربيعها...
سُمِّيت الكعبة كعبةً لكونها بناءً مُربَّعاً و مكعباً تقريباً ،
وقيل لعلوها ونتوئها وتسمى أيضا بالبيت العتيق، والبيت الحرام .
وَ قَدْ رُوِيَ أَنَّهُ :
" إِنَّمَا سُمِّيَتْ كَعْبَةً لِأَنَّهَا مُرَبَّعَةٌ وَ صَارَتْ مُرَبَّعَةً لِأَنَّهَا بِحِذَاءِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَ هُوَ مُرَبَّعٌ وَ صَارَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ
مُرَبَّعاً لِأَنَّهُ بِحِذَاءِ الْعَرْشِ وَ هُوَ مُرَبَّعٌ وَ صَارَ الْعَرْشُ مُرَبَّعاً لِأَنَّ الْكَلِمَاتِ الَّتِي بُنِيَ عَلَيْهَا الْإِسْلَامُ أَرْبَعٌ وَ هِيَ
سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ " .
( جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ
يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
سورة المائدة-97
* اركان الكعبة ......
أما تسمية الأركان فقد جاءت باعتبار اتجاهاتها الأربع تارةً،
و جاءت باعتبار خصوصية أخرى فيها تارة أخرى .
الرُكن الشرقي : أو الركن وهو الذي يكون بجوار باب الكعبة و يُقابلُ بئر زمزم تقريباً ،
و يُسمى بالركن الشرقي لكونه باتجاه المشرق تقريباً ،
و يُسمَّى أيضاً بالركن الأسود لأن الحجر الأسود مُثَبَّتٌ فيه ومنه يبدأ الطواف حول الكعبة.
الرُكن الشمالي او العراقي : و هو الركن الذي يلي الركن الشرقي حسب جهة الحركة في الطواف ،
و يُسمَّى بالركن الشمالي لمواجهته للشمال تقريباً ،
و هو الركن الذي يكون على الجانب الشرقي من حِجْرِ إسماعيل ،
و يُسمَّى أيضا بالركن العراقي لكونه باتجاه العراق .
الرُكن الغربي او الشامي : و هو الركن الذي يلي الركن الشمالي حسب جهة الحركة في الطواف ،
و يُسمَّى بالركن الغربي لمواجهته للمغرب تقريباً ،
و يُسمَّى أيضاً بالركن الشامي لكونه باتجاه الشام ، و هو الرُكن الذي يكون على الجانب الغربي
من حِجْرِ إسماعيل .
الرُكن الجنوبي أو اليماني: و هو الركن الذي يلي الركن الغربي حسب جهة الحركة في الطواف ،
و يُسمَّى بالركن الجنوبي لمواجهته للجنوب تقريباً ويسمى الركن اليماني ،
و يُسمَّى أيضا بالمُستجار . هو أحد أركان الكعبة المشرفة في اتجاه الجنوب وهو الركن الموازي
لركن الحجر الأسود ،
وسبب تسميته باليماني أنه في اتجاه الجنوب وكانت العرب تسمي كل متجه إلى الجنوب يمناً باعتبار
اليمن في الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية .
والركن اليماني يستلم باليد دون تقبيل أو تكبير فإن لم يتمكن من استلامه بيده فإنه لا يشير إليه
لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم
فعن ابن عمر رضي الله عنهما " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف بالبيت استلم
الحجر والركن في كل طواف " رواه الحاكم وصححه الألباني
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم :
" إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطاً "
رواه أحمد عن ابن عمر وصححه الألباني ،
وذكر أنه تم إلصاق قطع الركن اليماني بالمسامير في عهد الفاطميين ،
كما أنه في عام 1040هـ في عهد السلطان مراد الرابع الذي جدد بناء الكعبة ،
انكسر طرف حجر الركن اليماني فوضع في محل ذلك رصاص مذاب وألصق الجزء المكسور
* الشاذروان .......
هو البناء المسنم بأسفل الكعبة مما يلي ارض المطاف ماعدا جهة الحطيم فان العتبة التي فيه
من أصل الكعبة وليس بشاذروان .
وهي مرتفعة عن الأرض نحو 13 سم وبعرض 45سم .
وحقيقة الشاذروان أنه من أصل جدار الكعبة حينما كانت على قواعد إبراهيم عليه السلام
وأنقصته قريش من عرض أساس جدار الكعبة حين ظهر على وجه الأرض.
وقيل إن عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما بني الشاذروان لحماية جدار الكعبة من تسرب المياه
إليها وربط حبال الكعبة المشرفة في الحلقات المثبتة فيه لهذا الغرض ولإبعاد أجساد الطائفيين
عن الاحتكاك بستار الكعبة حتى لا تنضر أجساد الطائفيين في الازدحام ولا يتلف ستار الكعبة .
وثبت في الشاذروان وعتبة الحطيم 55 حلقة نحاسية لربط حبال كسوة الكعبة وحجارة الشاذروان
من الرخام الصلب وأثناء عمارة الكعبة المشرفة سنة 1417هـ جدد الرخام القديم .
*حجر اسماعيل /الحطيم ........
هو بناء مكشوف على شكل نصف دائرة ومما قيل في تسميته بالحطيم بأنه حطم من البيت
حيث انقصته قريش من البيت حين جددت بناء الكعبة المشرفة ويقال له حجر إسماعيل
بكسر الحاء لان إبراهيم عليه السلام جعل بجانب الكعبة عريشا من اراك لاسماعيل
وأمه عليهما السلام مما يدل على إن الحجر لم يكن من الكعبة أما الجزء الذي
انقصته قريش من الكعبة وادخلوه في الحجر فهو من الكعبة ومقداره نحو 3 متر .
كما روى إن عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الجدر ( أي الحطيم )
أمن البيت هو ؟ قال : نعم . قلت : فما لهم لم يدخلوه في البيت ؟ قال : إن قومك قصرت بهم النفقة ...
ومن لم يتيسر له الصلاة في الكعبة المشرفة وصلى في الحطيم بالجزء الذي يلي الكعبة 3متر
فانه قد صلى في الكعبة
فقد روى عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كنت أحب أن ادخل البيت فأصلى فيه فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فادخلني الحجر
فقال : صلى فيه إن أردت دخول البيت فإنما هو قطعة من البيت .
حديث حسن صحيح
*داخل الكعبة ......
تختزن الكعبة في داخلها وحولها أسرار لا يوجد مثلها في الأرض. لا يزيد حجمها عن حجرة مكعبة،
ما أن تبلغها حتى يخر القلب خاشعا متضرعا، يلفه السكون، فتكاد لا تسمع خفقاته.
تتحول العين إلى نبع للدموع
فأنت حينئذ في أحب مكان إلى الله ينزل إليه سبعون ألفا من الملائكة يطوفون حولها كل يوم وليلة.
كبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبدالعزيز بن (( عبدالله الشيبي )) هو الذي يوجد لديه مفتاح الكعبة،
يقول ابنه نزار الشيبي
يقال عنا أيضا (الحجبي) أي الذي يحجب البيت، فقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون للكعبة
المشرفة سدنة،
أي من هم مسئولون عنها، وأن يكون لها مفتاح وقد تسلمناه نحن آل الشيبي،
وتأتي السدانة بعدة معان في معجم اللغة العربية مثل الأمين والخادم والحاجب.. ا ..
***وصف الكعبة من الداخل ***
أولا:
,,,,,,,,,,,
يوجد بداخل الكعبة ريح طيب من خليط المسك والعود والعنبر الذي يستخدم بكميات كبيرة لتنظيفها
ويستمر مفعوله طوال العام.
ثانيا:
,,,,,,,,,,,
تغطى أرضية الكعبة برخام من اللون الأبيض في الوسط،
أما الأطراف التي يحددها شريط من الرخام الأسود فهي من رخام الروزا (الوردي)
الذي يرتفع إلى جدران الكعبة مسافة 4 أمتار دون أن يلاصق جدارها الأصلي.
أما المسافة المتبقية - من الجدار الرخامي حتى السقف (5 أمتار) -
فيغطيها قماش الكعبة الأخضر (أو ستائر من اللون الوردي) المكتوب عليه بالفضة
آيات قرآنية كريمة وتمتد حتى تغطي سقف الكعبة.
كما توجد بلاطة رخامية واحدة فقط بلون غامق تحدد موضع سجود الرسول صلى الله عليه وسلم.
بينما توجد علامة أخرى من نفس الرخام في موضع الملتزم حيث
ألصق الرسول صلى الله عليه وسلم بطنه الشريف وخده الأيمن على الجدار
رافعا يده وبكى (ولذا سمي بالملتزم)
ثالثا:
,,,,,,,,,,,
ثلاثة أعمدة في الوسط من الخشب المنقوش بمهارة لدعم السقف بارتفاع حوالي 9 أمتار
محلاة بزخارف ذهبية.
رابعا:
,,,,,,,,,,
عدد من القناديل المعلقة المصنوعة من النحاس والفضة والزجاج المنقوش بآيات قرآنية
تعود للعهد العثماني.
خامسا:
,,,,,,,,,,,,,
درج (سلم) يصل حتى سقف الكعبة مصنوع من الألومونيوم والكريستال.
سادسا:
,,,,,,,,,,,,,,,
مجموعة من بلاطات الرخام التي تم تجميعها من كل عهد من عهود من قاموا بتوسعة الحرم
المكي الشريف.
يوضع من وقت لآخر جهاز رافع آلي (مان-ليفت) لعمال التنظيف داخل الكعبة مع مضخة
ضغط عالي تعبأ بالماء ومواد التنظيف.
تغسل الكعبة المشرفة من الداخل مرة واحدة في كل عام بالماء والصابون
أولا ثم يلي ذلك مسح جدرانها الداخلية وأرضيتها بالطيب بكل أنواعه
وتبخر بأجمل البخور رزقنا الله تعالى وإياكم زيارة الكعبة الشريفة
*مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام ......
هو الحجر الذي قام عليه خليل الله إبراهيم عند بناء الكعبة وكان إسماعيل يناوله الحجارة ،،
وكل ما كمل جهة انتقل إلى أخرى يطوف حول الكعبة وهو واقف عليه حتى انتهى إلى وجه البيت
وقد كان من معجزات إبراهيم عليه السلام أن صار الحجر تحت قدميه رطبا فغاصت
فيه قدماه وقد بقي أثر قدميه ظاهرا فيه من ذلك العصر إلى يومنا وان تغير عن هيئته
الأصلية بمسح الناس بأيديهم قبل وضع الحجر في المقصورة الزجاجية
فضل مقام إبراهيم عليه السلام من أعظم أفضاله أن حفظ الله حجر المقـام طوال
هذه القرون ليكون آية من آيات الله الباقية ومن أفضاله انه في موقعه لم يتغير على
مدى القرون كذلك ....
ونزول آيات كريمة بالأمر في اتخاذ مقام إبراهيم مصلى هو فضل عظيم
صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم فيه وصلاها صحابته
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وقد جاء في أخبار مكة
عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال ليس في الأرض من الجنة
إلا الركن الأسود والمقام ولو لا ما مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إلا شفاه الله
المقام كان إلى ما قبل عام 1387هـ داخل مقصورة مربعة الشكل وعليها قبة قائمة على
أربعة أعمدة تحتل مساحة قدرها 3× 6 أمتار
*اسرار حول الكعبة المشرفة ....
حول الكعبة ثلاثة أسرار لا يوجد مثيل لها في الأرض،
الحجر الأسود,
ومقام إبراهيم, وهما ياقوتتان من يواقيت الجنة,
وبئر زمزم وهو نهر من أنهار الجنة ينبع عينه المتدفق من تحت أعتاب الحجر الأسود.
على يسار باب الكعبة المهيب وبين الملتزم والحجر الأسود إلى الداخل منها يقع مكان
(حطيم السيئات) حيث يتم فيه التضرع بالدعوات،
والى اليمين من باب الكعبة على بعد أقل من مترين يرتفع صندوق من الرخام النادر
تحفظ فيه أدوات خدمة البيت وحوائج غسيل الكعبة من دهون الطيب
كالعود والورد والعنبر ولفائف من قماش قطني معد للغسيل.
في منتصف الكعبة ترتفع ثلاثة أعمدة محاطة بأفخر أنواع الخشب المزخرف,
وهي المعروفة بأعمدة الصحابي عبدالله ابن الزبير حين رأى في زمن حكمه مكة
أن يسند سقف الكعبة بها خشية انهياره عندما قام بترميم بناء الكعبة.
في الجهة الشمالية من الكعبة، على يمين الداخل باب صغير يعرف بباب "التوبة" وهو آية
في الصنعة والإتقان،
يمتاز بمقاساته العادية وهو بنسبة قياس واحد إلى ثمانية مقارنة بباب الكعبة الخارجي
الوافر البهاء والضخامة،
ويؤدي باب التوبة المصنوع من أندر قطع الأخشاب المكسوة بصفائح الذهب والفضة المشغولة،
إلى درج حلزوني من الزجاج السميك يصل إلى سطح الكعبة.
وفي الجدار الغربي المواجه لباب الكعبة علقت تسعة ألواح أثرية من الرخام منقوش عليها
أسماء الولاة والخلفاء تؤرخ لأعمال تجديد وترميم الكعبة,
وكلها مكتوبة بعد القرن السادس للهجرة.
وفي الحائط الشرقي وبين باب الكعبة المشرفة وباب التوبة وضعت وثيقة تؤرخ لقيام
خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله)
بشرف ترميم وتجديد الكعبة المشرفة الذي دشنه خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز
في عام 1419هـ وكان حينها وليا للعهد.
وكان آخر ترميم شامل للكعبة في زمن السلطان مراد الرابع من سلاطين آل عثمان
سنة 1040 من الهجرة النبوية.
جوانب الكعبة الأربعة محاطة بالرخام الأبيض، بارتفاع نحو مترين وبرخام ملون ومزركش
بنقوش هندسية إسلامية.
وما يعلوها مغطى بستارة خاصة من الحرير الأحمر الوردي مشغولة بالنسيج الأبيض
على هيئة الشهادتين وبعض أسماء الله الحسنى على شكل رقمي ثمانية و سبعة
متكررة بخط الثلث العربي البديع،
وهي إهداء من الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله إلى الكعبة،
ويقوم بصناعتها يدويا مصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة
*كسوة الكعبة .....
تصنع ثياب الكعبة من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود, ويبلغ ارتفاع ثوب الكعبة14 مترا,
ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه95 سنتيمترا, وبطول47 مترا,
ويتكون من16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.
ويوجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل,
ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه:
يا حي يا قيوم.. يا رحمن يا رحيم.. الحمد لله رب العالمين.
والحزام مطرز بتطريز بارز مغطي بسلك فضي مطلي بالذهب, ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها.
وتشتمل الكسوة علي ستارة باب الكعبة, ويطلق عليها البرقع, وهي مصنوعة
من الحرير بارتفاع6,5 متر, وبعرض3,5 متر مكتوب عليها آيات قرآنية ومزخرفة
بزخارف إسلامية, مطرزة تطريزا بارزا, مغطي بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.
وتتكون الكسوة من خمس قطع, تغطي كل قطعة وجها من وجوه الكعبة المشرفة,
والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع علي باب الكعبة, ويتم توصيل
هذه القطع مع بعضها بعضا.
وتمر صناعة الكسوة بعدة مراحل الجاكارد لتشكل جوانب الكسوة الأربعة,
ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة تمهيدا لتركيبها فوق الكعبة المشرفة.
*مراحل تطور كسوة الكعبة .....
كانت الكعبة قبل الإسلام تُكسى في يوم عاشوراء ثم صارت تُكسى في يوم النحر ..
وصاروا يعمدون إليها في ذي القعدة فيعلقون كسوتها إلى نحو نصفها ثم صاروا يقطعونها
فيصير البيت كهيئة المحرم ..
فإذا حل الناس يوم النحر كسوها الكسوة الجديدة
ثم كساها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثياب اليمانية عندما احترقت
على يد امرأة أرادت تبخيرها ..
وبعد ذلك كساها الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم
بالقماش المسمى بالقباطي
وبعد الخلافة الراشدة كان الخلفاء الأمويون والعباسيون ثم المماليك والأتراك
يتنافسون على كسوة الكعبة والتفنن فيه ..
وكانت الكساوى توضع على الكعبة بعضها فوق بعض ..
حتى حج الخليفة العباسي سنة 160هـ فشكا إليه السدنة الأمر ..
فأمر بألا يسدل على الكعبة أكثر من كسوة واحدة واستمر ذلك إلى الآن
ومنذ عهد محمد علي باشا حاكم مصر الذي أنشأ إدارة حكومية لصنع الكسوة
والحكومة المصرية قائمة بالإنفاق على صناعة الكسوة إلى أن جاء
العهد السعودي على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن الرحمن آل سعود يرحمه الله ..
والذي أمر في سنة 1346هـ بإنشاء دار خاصة لعمل كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة ..
وتم توفير كل ما يحتاج إليه العمل واُفتتح مصنع كسوة الكعبة في منتصف العام نفسه
وفيه تم إنتاج كسوة للكعبة المشرفة ليصبح هذا الشرف العظيم منوطاً
بالمملكة العربية السعودية ..
واستمر المصنع ينتج ثوب الكعبة المشرفة ومع التقدم الحضاري العالمي في
فن النسيج وتقنيته أراد الملك فيصل يرحمه الله أن يواكب هذا التطور التقني
فيطور مصنع الكسوة بما يحقق أفضل وأمتن وأجمل إنتاج لثوب الكعبة
فصدر أمره السامي في عام 1392هـ 1972م بتجديد مصنع الكسوة
بأم الجود بمكة المكرمة ..
وتم افتتاحه تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله
عندما كان وليا للعهد وذلك في ربيع الآخر سنة 1397هـ - 26 مارس 1977م